تدريسي من كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة جامعة ديالى ينشر مقالة علمية في مجلة رابطة الاكادميين العرب للتربية البدنية وعلوم الرياضة العدد الثامن بعنوان (ما لا تعرفه عن التربية البدنية والرياضية)
تدريسي من كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة جامعة ديالى ينشر مقالة علمية في مجلة رابطة الاكادميين العرب للتربية البدنية وعلوم الرياضة العدد الثامن بعنوان (ما لا تعرفه عن التربية البدنية والرياضية)
نشر التدريسي الدكتور (مهند كامل) من كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة / جامعة ديالى مقالة علمية بعنوان (ما لا تعرفه عن التربية البدنية والرياضية) في في مجلة رابطة الاكادميين العرب للتربية البدنية وعلوم الرياضة العدد الثامن
ونص المقالة هو:
(ما لا تعرفه عن التربية البدنية والرياضية)
يعتقد الكثير من أفراد المجتمع أن مادة التربية البدنية و الرياضية في المؤسسات التربوية تقتصر في نظرهم على مفهومين لا علاقة لهما بمادة بيداغوجية تُدَرس وفق منهاج مسطر و برنامج منظم و أسس تربوية ،
المفهوم الأول أن مادة التربية البدنية و الرياضية عبارة عن جري و قفز و تمضية للوقت و ترويح عن النفس و مادة ليست لها فائدة من الجانب العلمي .
و الثاني أنها تسبب الفوضى و تخل بالنظام المدرسي و تفقد التلاميذ الذين يدرسون المساقات الأخر.
الرياضة يمكن عن طريقها إكساب التلاميذ المعلومات و المهارات و القدرات اللازمة لكي تساعدهم في حياتهم ، و لعل أهم ما يحفظ الناس حول ما يتعلق بالنشاط الرياضي هو ما قاله برنارد شو " العقل السليم في الجسم السليم " و لكن تكملة المقولة لا يعرفها الكثير و هي " و لابد من رفع مستوى كليهما حتى تعيش حياة صحية سليمة " و للأسف تبقى النظرة معتمة جدا اتجاه التربية البدنية و الرياضية التي يجهل الغالبية بأنها مادة تربوية تسعى لتحقيق أهداف التربية العامة من جميع الجوانب المعرفية و النفسية و الاجتماعية و الوجدانية و الأخلاقية و الحركية معتمدة في ذلك على النشاط الرياضي الذي يميزها ، فقد ذكر العالم الألماني(شيلر ):" بأن الإنسان يكون إنسانا فقط عندما يلعب" ، كما قال المفكر(ريد ) : " أنه لا يأسف على الوقت الذي يخصص للألعاب في مدارسنا ، بل على النقيض فإنه هو الوقت الوحيد الذي يمضي على خير وجه " لهذا وجب على كل أفراد المجتمع أن يغيروا نظرتهم لمادة التربية البدنية و الرياضية ، و أن يغيروا من نمط حياتهم الذي يغلب عليه قلة الحركة ، فقد أشارت نتائج عدة دراسات أجرتها منظمة الصحة العالمية حول عوامل الخطر للعديد من الأمراض أن انعدام النشاط البدني يزيد من احتمالات التعرض لخطر الإصابة بأمراض سرطان القولون و ضغط الدم المرتفع و أمراض القلب و الأوعية الدموية و السكري و السمنة و هشاشة العظام ، و حتى أمراض نفسية كالتوحد و الاكتئاب و القلق ، و في جانب آخر أشارت دراسات علمية أن ممارسة النشاط الرياضي تزيد من التحصيل العلمي للتلميذ و تنمي قدراته الفكرية و الإبداعية و تساهم في تكيفه و اندماجه مع المجتمع و بالتالي يصبح فرد صالح يفيد البلاد و العباد .
لقد تعلمنا أن الوقاية خير من العلاج لهذا فالتربية البدنية و الرياضية تمثل خط الأمان الأول للتلميذ فهي تقي من الأمراض الجسدية و النفسية التي تهدد أفراد المجتمع قبل أن ينتشر المرض في أنحاء الجسم ، و بالتالي فهي تساهم في خفض ميزانية الدولة كذلك في الاعتماد على العلاج و شراء الأدوية .
ما يجهله جل الأساتذة أن كل مادة تكمل المادة الأخرى ،أي أن مبدأ التكاملية يجعل من التعليم شامل والفائدة كاملة ، و ما لا يعرفونه عن المتخصص في التربية البدنية و الرياضية أنه يستعمل الرياضيات في تخطيط الملاعب و وضع الخطط و البرامج التدريبية و القيام بعمليات حسابية ترتبط بالأنشطة الرياضية ، و أنه يستعمل العلوم الطبيعية و الفيسيولوجيا في معرفة حالة الجسم قبل و أثناء و بعد النشاط الرياضي و يستخرج معدل التعب و الجهد بعمليات حسابية ، و كذا تطبيق ملاحظة العمليات الحيوية التي تجري في جسم الإنسان ( التنفس ، الأيض … ) ميدانيا و ليس نظريا ، و يستعمل أيضا الفيزياء و البيوميكانيك في تعليم التلاميذ الحركات و المهارات الرياضية في كل الألعاب الرياضية بدقة مع مراعاة كل العوامل المؤثرة في الجسم ( مركز الثقل ، الجاذبية … ) ، و يستعمل علم النفس و علم الإجتماع في تعامله مع التلاميذ و معرفة ميولاتهم و شخصياتهم و بالتالي يستطيع مساعدتهم على إيجاد حلول لمشاكلهم النفسية و الإجتماعية .
مالا تعرفونه عن تخصص التربية البدنية و الرياضية أنه يرتبط بكل العلوم التي من شأنها تكوين فرد يستطيع مجابهة صعوبات الحياة و تبسيط متطلباتها بشكل رائع .
د.مهند كامل شاكر / كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة / جامعة ديالى